صاغ الحزب الشيوعي الصيني قواعد جديدة صارمة تمنع الأجانب في البلاد من مناقشة الدين مع السكان المحليين، وهي خطوة يقول الخبراء أنها ستنعكس بشكل خطير على المعتقدات الدينية.
ونشرت وزارة العدل الصينية، هذا الأسبوع، قائمة بالقيود الجديدة على الأجانب المتدينين الذين يزورون أو يعملون في الصين، وذلك لمنعهم من نشر ما يسمّيه الحزب الشيوعي بـ”التطرف الديني” أو “استخدام الدين لتقويض الوحدة الوطنية أو العرقية للصين”.
وتتضمن مسودة القواعد قائمة بالأنشطة التي ينصح الأجانب بعدم القيام بها داخل الصين ، مثل “التدخل في شؤون الجماعات الدينية الصينية أو السيطرة عليها ، أو الدعوة إلى “الأفكار الدينية المتطرفة”، أو استخدام الدين للقيام بأنشطة إرهابية”، وغيرها.
ويُحظر على الأجانب أيضاً “الوعظ غير القانوني بين المواطنين الصينيين، قبول التبرعات الدينية من المواطنين الصينيين، والقيام بالتعليم الديني والتدريب”.
بالإضافة إلى ذلك، تنص القواعد الجديدة على أن الأجانب الذين يعتزمون تنظيم أنشطة دينية جماعية في المعابد أو المساجد أو الكنائس يجب عليهم أولاً تقديم “طلب مكتوب” إلى المجموعة الدينية في المدينة.
وفي مقال له بمجلة “bitterwinter”، رأى عالم الاجتماع ماسيمو إنتروفيني إن مشروع القانون يظهر بوضوح أن “الصين تخشى الأجانب القادمين إلى البلاد لمناقشة الدين”.
من جهته، قال ريان ثوم، الذي يدرس الإسلام في الصين بجامعة نوتنغهام، أنّ “القواعد الجديدة تبدو وكأنها محاولة لعزل المتدينين الصينيين عن المؤمنين خارج البلاد”، وأضاف: “حتى المحاضرات من خلال زيارة الشخصيات الدينية تتطلب عملية تصاريح بيروقراطية من شأنها أن تثني معظم الزوار”.
ومع هذا، كان عالم لغوي من الإيغور يعيشُ في المنفى كشف في وقت سابق إنّ السلطات الصينية في شينجيانغ اعتقلت مئات الأئمة المسلمين، الأمر الذي خلق جواً يخشى فيه الإيغور من الموت لأنه لا يوجد أحد يشرف على طقوس جنازاتهم.
وأشار عبد الولي أيوب، المقيم في النرويج، أنّ المقابلات مع الإيغور من شينجيانغ كشفت أن 613 إماماً على الأقل قد تم اعتقالهم في إطار حملة غير قانونية أدت إلى احتجاز أكثر من 1.8 مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في معسكرات منذ أوائل العام 2017.
وفي ندوة أجريت في واشنطن عبر الإنترنت ، قال أيوب: “لقد بدأنا بحثنا في العام 2018، وتقريباً في مايو/أيار. وبعد انتهاء المقابلات في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، وجدت أن أكثر السكان المستهدفين هم الشخصيات الدينية. في ذلك الوقت، كان لدينا حوالى 300 إمام مدرجين كمحتجزين، وبعدها استمرينا في تحديث الأرقام. وبحلول يونيو/حزيران، وهو تاريخ آخر تحديث، كان لدينا 613 إماماً على القائمة”.
وواجه أيوب السجن بين عامي 2013 و 2014 وقد شهد على التعذيب في مركز الاحتجاز، وذلك بعد الكفاح من أجل الحقوق الإجتماعية والثقافية والترويج لتعليم لغة الإيغور.
وفي حديثه، لفت أيوب إلى أنه أجرى مقابلاتٍ مع 16 محتجزاً سابقاً في المعسكر، وقالوا إن اعتقال الأئمة قلب مجتمع الإيغور في شينجيانغ رأساً على عقب، أضاف: “لقد أخبروني أنه بعد اعتقال هؤلاء الأئمة، أصبح الأيغور يشعرون بالخوف من الموت لأنه لا يوجد إمام للإشراف على جنازتهم”.