(حركة الأويغور)
لقد ظهرت مرة أخرى صحة تحذيرات منظمة المؤتمر العالمي للأويغور ومنظمة حركة الأويغور والمنظمات غير الحكومية بخصوص مصداقية التصريحات الصادرة من الصين في ظل تغطيه تطورات كورونا الفيروس. حاول نظام بكين إقناع المجتمع الدولي بالأكاذيب لممارسته تصنين الأويغور المسلم في تركستان الشرقية بجميع أنواع التقنيات وأساليب نازية وادعت بأنها تدريبات تعليمية. في حين ثبتت شهادة الناجين عن معسكرات الاعتقال محاولة تلاعب نظام الشيوعية بالحقائق. اليوم، شهد العالم كله كيف تتلاعب الصين مع تطورات الفيروس. لو تم تحدي أليات الرقابة، الذي أقامه الحزب الشيوعي عبر منصات الإنترنت في الوقت المناسب، لكانت قد اتخذت التدابير لمكافحة الفيروس من قبل. أثبت هذا الوضع مرة أخرى أن ما يقول شعب الأويغو بشأن الصين حقيقة.
متى ظهر الفيروس لأول مرة؟
ظهر الفيروس كورونا، المعروف دولياً باسم كويد 19 في شهر كانون الأول بذهاب الشخص الذي باع المأكولات البحرية في سن 57 في ووهان إلى الطبيب كما قيل. لكن وجدت الأبحاث والتحقيقات في وقت لاحق أن الفيروس كورونا قد دخل سجلات المستشفى 17 نوفمبر قبل شهر. بعد شهرين فقط من حدوث المرض، أعلنت إدارة بكين أنها تنتقل من شخص لآخر. ومع ذلك، تم الكشف عن أن الصين كانت تعرف سابقاً أن المرض ينتقل من شخص لآخر، ولكنها أخفته. تم تقويض أدلة من قبل حكومة بكين على هذه النتيجة على الفور. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في بيان أدلى به في 3 شباط / فبراير أنه أمر في كانون الثاني / يناير باتخاذ التدابير اللازمة. بدلاً من السيطرة على المرض أتخذ الإجراءات لإسكات الأطباء الذين يحاولون الإعلان عنها. وحذرت إدارة الحزب على الفور الدكتور لي وينليانغ، الذي كان يحاول تنبيه العالم من المرض، وطلب منه النقد الذاتي. حذر الدكتور لي العالم من الفيروس من خلال المخاطرة بحياته، كما هو أصبح أيضًا أحد أول ضحاياه. توفي الدكتور لي من الفيروس في 7 فبراير. خلال شهر يناير، ادعت قنوات إعلامية صينية القول إن الفيروس لم يكن معديًا، واليوم يشاع الفيروس كورونا، الذي انتشر إلى 2.5 مليون شخص بالفعل.
خلال هذه الفترة، رفضت الحكومة الصينية طلبات من باحثين من دول أخرى، وخاصة أمريكا، للتحقيق في القضية. كان هذا الرفض كافياً لإظهار كيف غطت بكين قضية الفيروس من البداية. ومثلما أرادت الصين تغطية انتهاكات حقوق الإنسان في تركستان الشرقية من خلال منع الخبراء المستقلين من الذهاب إلى هناك والتحقيق فيها، حاولت الصين إبقاء الأحداث تحت سيطرتها. كان لافتاً للنظر بأن بيان منظمة الصحة العالمية في 14 يناير / كانون الثاني أنها لم تعثر على ان الفيروس لا ينتقل من شخص إلى آخر بعد أسابيع من انتشار الفيروس. قبلت منظمة الصحة العالمية كل المعلومات المتلاعبة المقدمة من الصين كمرجع. بعد أسبوع من هذا البيان، تم الكشف عن أول حالة لإصابة بالفيروس في أمريكا في 21 يناير. أعلنت منظمة الصحة العالمية في 23 يناير 2020، بعد 3 أيام أن المرض أصبح وباءً. كانت الزيادات بالإصابات في منطقة هوبي، خاصة خلال انتشار المرض الأول، مؤشرًا على مدى سرعة انتشار الفيروس. ينعكس عدد المصابين بالمرض في الصين على الشاشات التي وصلت إلى 80 ألف. رغم ذلك، لم تعكس هذه الأرقام الحقيقة الواقعة، حيث تم تسجيل مقاطع فيديو من قبل الصحفيين المستقلين والإعلاميين. وقد تم بالفعل فرض الرقابة على القنوات الإخبارية واسعة الانتشار، واختفى بعض أعضاء الإعلام الصحفيين. يعد اختفاء الصحفي تشين تشيوشي بعد أسبوع من تسجيل الفيديو الذي يظهر طوابير الانتظار الطويلة في المستشفى في ووهان أحد الأمثلة الرائعة على الاختفاء. وقد قوبلت الأرقام التي نشرتها الصين بشكوك من قبل الجهات. أحد الأمثلة الأكثر إثارة على ذلك هو حقيقة أن 76 حال إصابات مدرجة و3 وفيات في السجلات الرسمية في تركستان الشرقية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة.
تعزيز الصين الضغط على المجتمع
وقد أشار الخبراء المختصون دوليًا وتقارير أجهزة المخابرات ومنظمات حقوق الإنسان والنشطاء إلى أن الصين شددت قبضتها على مواطنيها كما أكثفت الرقابة على الإنترنت بخصوص الفيروس كويد – 19. ولخص آي ويوي، الذي يعيش في المنفى في لندن بالصين، وجهة نظر إدارة بكين بشأن الأحداث في بيانه لقناة سى أن ان الإخبارية: للصين كل شيء أداة سياسية. لهذا السبب تصرفت الصين وفقا لأهدافها في إخداع المجتمع الدولي. وغيرت الأرقام وجعلتها أقل مما هو. وأزالت الأدلة لا يمكنك معرفة الأسماء الحقيقية. وهذا لحماية الدولة. وفي بيان لمنظمة العفو الدولية، إحدى منظمات حقوق الإنسان، تم التأكيد على أن الحكومة الصينية تفرض رقابة شديدة على الأخبار في البلاد حول الفيروس. كشفت هذه التصريحات وما شابهها مرة أخرى أن الحزب الشيوعي عزز سلطته من خلال التظاهر بالفيروس، وإسكات المعارضة، وخاصة أعضاء الصحافة.
عدد الحالات 3 مليون
لقد مرت 3 أشهر منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية جائحة الفيروس. بلغ عدد الحالات 965 ألف حالة في الولايات المتحدة، و226 ألف حالة في إسبانيا، و197 ألف حالة في إيطاليا، و2 مليون 971 ألف حالة مع دول أخرى حتى 28 أبريل 2020. وقد تجاوز عدد الذين فقدوا أرواحهم 206 آلاف. أكبر خسارة في الأرواح هي الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 55 ألف شخص، تليها إيطاليا وإسبانيا. الدولة التي لا ينتقل فيها المرض تكاد تكون معدومة. عدد البلدان التي لديها حالات أكثر من 200. في بعض البلدان الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا، انخفض عدد الحالات المبلغ عنها يوميًا، ومع ذلك لم يتم الكشف عن تباطؤ في معدل انتشار الأمراض حول العالم.
تريد بكين زيادة سطوتها على العالم بمساعدات طبية
تدعي الإدارة الصينية أنها تسيطر على المرض في بلدها بينما ترسل مواد مساعدة طبية إلى بلدان أخرى. من خلال ذألك توصل الجمهور الدولي إلى نتيجة مشتركة مفادها أن هذه المساعدات تستخدم كأداة لتعزيز مكانة الصين في الظروف العالمية. شكلت لافتات “الأخ والصديق” عن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي علق على لوحات الإعلانات بعد الأقنعة المرسلة إلى صربيا في أوروبا، مثالاً لافتًا على ذلك. في هذه الأزمة الصحية التي هزت العالم، أدخلت الصين استراتيجية ديون تربط اقتصاديًا دولًا أخرى، خاصة الدول الأفريقية. ورغم ذلك، قوبل هذا الوضع برد فعل من قبل المجتمع الدولي. حذر الخبراء، وخاصة بيتر نافرو، المستشار الاقتصادي للرئيس دونالد ترامب، من أن الدول ليست تابعة للصين. في بعض البلدان، بدأت في إعادة المساعدة الطبية التي أرسلتها الصين لأنها لم تنجح. على سبيل المثال، أعلنت المملكة المتحدة أنه تم إعادة 3.5 مليون مجموعة أجهزة فحص من الصين على أساس أنها لا تلبي احتياجاتهم.
الصين لا تهتم بالفيروس كورونا!
بينما كان العالم كله يغلق الشركات والمصانع لمكافحة الفيروس، استمرت الإدارة الصينية في تجاهل صحة سكان تركستان الشرقية. ذهب لفتح المصانع، مدعيا أنه سيطر بالكامل على الفيروس. ومع ذلك، أرسل الأويغور المسلمين بالقوة بدلاً من شعبه للعمل في هذه المصانع. وبحسب المعلومات الواردة في مصادر الأخبار الصينية، فقد أجبر الآلاف من شباب الأويغور، وخاصة من مدينة خوتن ، على العمل في المصانع مرة أخرى. يذكر أنه حتى نهاية مارس، تم إرسال حوالي 50 ألف شخص من الأويغور إلى المناطق الداخلية من الصين. من ناحية أخرى، تواصل إدارة بكين إجبار شعب الأويغور على العمل الجبري بالرغم من الفيروس، بينما يستمر ضغطهم على شعب الأويغور بأقصى سرعة. لم ترد أي أنباء بشأن وضع أولئك الذين كانوا في معسكرات الاعتقال خلال فترة الفيروس. تواصل الحكومة الصينية، التي تعتبر سكان معسكرات الإعتقال والسجون مصدرًا لسوق نقل الأعضاء، تعقيم النساء من أجل تصفية شعب الأويغور. وتعطى النساء اللائي يبقين في معسكرات الاعتقال أدوية دورية وتتدهور قدرتهن على الولادة. واعتبر الانخفاض في معدل المواليد بين الأويغور في تركستان الشرقية هو ضرورة ذلك. من ناحية أخرى، يهاجر الحزب الشيوعي الصينيين الهان من شرق الصين إلى تركستان الشرقية مع وعد بالمال والأعمال والزواج. ونتيجة لذلك، انخفض عدد سكان الأويغور في تركستان الشرقية إلى ما دون 50 بالمائة. من أجل استيعاب المسلمين الأويغور، تم تعيين 1.1 مليون صيني هان كأقارب كموظفين دائمين، وكانت الإدارة تهدف إلى تدمير القيم الأسرية وتمهيد الطريق لعمليات اغتصاب جماعية. ومع ذلك، تستمر عملية الاستيعاب بأساليب مثل الزواج القسري للفتيات الأويغور مع الصينيين وتوظيف 500 ألف طفل من أسرهم في دور أيتام الدولة.
انتهاز الصين الفيروس كورونا كفرصة لاعتقال المعارضين
تعتبر الصين أن الفيروس فرصة لنسيان الوحشية التي ألحقها بشرق تركستان. إن المكان الذي حولته الصين الى الجحيم في حين ان العالم مشغول لمكافحة الفيروس شدد ضغوطها ليس فقط لشعب الأويغور، ولكن أيضًا لتايوان ومناطق أخرى، خاصة هونغ كونغ. بعد الاحتجاجات التي استمرت لفترة طويلة في هونغ كونغ لكنها توقفت بسبب الفيروس، بدأ المعارضون الذين قادوا الاحتجاجات بالاعتقال واحدًا تلو الآخر. وفي الأسبوع الماضي، تم اعتقال 15 شخصًا بارزًا، من بينهم جيمي لاي، وهو ناشط ديمقراطي في هونج كونج.
برهنت مرة أخرى أن ما قال الأويغور كان حقيقة
ما حدث مع الفيروس كورونا في الأشهر الأخيرة يكشف مرة أخرى أن الصين، التي تريد السيطرة على العالم اقتصاديا وسياسيا، تشكل تهديدا لكل المجتمعات.، استمر تطبيق أساليب الظلم والقمع على المسلمين في تركستان الشرقية لسنوات. وحذر المسلمون الأويغور، الذين عارضوا هذا الضغط، العالم ضد الصين عدة مرات ودعوا إلى الحذر من التلاعب بها. وقد لوحظ مرة أخرى أنه لو إذا كان تم الاستماع إلى هذه النداءات في الوقت المناسب لكان قد ضغطت على الصين، فتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد الفيروس كورونا في وقت مبكر وساهمت هذه الأجراء ت لتخفيض الخسائر في الأرواح خاصة. يتعين على كل من الدول الغربية والدول الأخرى، وخاصة العالم الإسلامي، أن تفكر مرة أخرى مع زيادة تعاونها الاقتصادي مع الصين. يجب إعادة النظر في فكرة نقل المصانع إلى الصين مرة أخرى لتقليل تكاليف الإنتاج، حيث يتم توظيفهم كسخرة توفرها إدارة بكين، وخاصة الأويغور. وبالتالي، لا ينبغي التسامح مع انتهاكات الصين لحقوق الإنسان من أجل المصالح الاقتصادية.
إذا لو لا توقف إبادة جماعية في تركستان الشرقية، فسوف تستمر معاناة جميع شعوب العالم في المستقبل!
(ترجمة: عبدالحكيم ادريس)