7 – يوليو – 2020

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن ما يحدث في إقليم تشنجيانغ (تركستان الشرقية)، غربي الصين هو إبادة، مشيرة إلى أن ما عُرف حتى الآن حول اضطهاد الصين للمسلمين الأويغور وبقية المسلمين في إقليم شنجيانغ ركز على “الإبادة الثقافية”: معسكرات بهدف محو لغتهم وتقاليدهم وطريقة حياتهم.
وكان هذا اضطهادا وحشيا وقاسيا بحد ذاته، ولكن أدلة جديدة ظهرت حول فرض الصين نوعا من الإبادة الديمغرافية وإجبار المسلمين على تخفيف عدد الأولاد ومنع الحمل في محاولة لتقليل عددهم.
ويأتي الكشف عن هذه السياسة بعد تحقيق استقصائي قامت به وكالة أنباء “أسوشييتد برس” وتقرير للباحث أدريان زينز من مؤسسة جيمس تاون. وكشفت الأدلة الجديدة عن عملية منظمة تقوم بها الصين لفحص النساء لمعرفة إن كن حواملا، وتركيب اللولب على أرحامهن، وحتى إجبارهن على الإجهاض لتقليل عدد الإيغور وبقية المسلمين في إقليم تشنجيانغ. والعائلة التي لديها أولاد كثر يتم سجنها في المعسكرات الجماعية.
وبحسب البيانات المسربة والتي حصلت عليها الوكالة وتأكدت من صحتها، فمن بين 484 معتقلا في معسكر كاراكاس في تشنجيانغ، هناك 149 شخصا اعتقلوا لأن لديهم أولادا كثرا.
وذكرت “أسوشييتد برس” في تقريرها أن السلطات ذهبت بعيدا في تصيّد الآباء، ومزّقت العائلات وفرّقت بينها وبين أولادها إلا إذا وافقت على دفع غرامات باهظة.
ووجد زينز أن سلطات تشنجيانغ خططت في عام 2019 لتعريض نسبة 80% من النساء في أربع مناطق ريفية بجنوب المنطقة لعمليات منع الحمل وتركيب لولب. وفي عام 2018 كانت تشنجيانغ هي الأعلى بين كل مناطق الصين التي تم تركيب فيها موانع حمل جديدة وبنسبة 80%.
ويبدو أن حملة تقليل النسل بين الإيغور تنجح، فمعدلات الولادة بمنطقة هوتان وكاشغر تراجعت بنسبة 60% في الفترة ما بين 2015- 2018. وفي معظم منطقة تشنجيانغ تستمر معدلات الولادة بالتراجع، حيث وصلت في العام الماضي إلى 24% مقارنة مع النسبة العامة على مستوى الصين وهي 4.2%.
وتمارس الصين سياسة الإكراه لإجبار العائلات على إنجاب ولد واحد والتي تم التراجع عنها، ولكنها حاولت تبييض الرعب الذي تمارسه في إقليم تشنجيانغ.
وترى الصحيفة أن الكشف الجديد يعني أن هناك حاجة ملحة لمحاسبة قادة الصين على هذه الجرائم؛ لأن الإجراءات تقع ضمن عمليات الإبادة، خاصة أن معاهدة منع ومعاقبة جريمة الإبادة الصادرة عام 1948 تشمل “فرض إجراءات تهدف إلى منع الولادة بين الجماعة” ووقّعت الصين على المعاهدة، لكنها ترفض صلاحيات محكمة الجنايات الدولية.
ووقّع الرئيس دونالد ترامب على قانون عقوبات جديد يستهدف أفرادا متورطين في انتهاكات تشنجيانغ، إلا أن معاملة الصين للإيغور مستهجنة وتدعو للتساؤل حول السماح لها باستقبال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية عامة 2022. فلماذا يكرم عالم الرياضة بلدا ارتكب إبادة؟